أخبار عامة
صحف واقلام مصرية وازنة تنتقد اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية, مقابل اخراج علاقته مع الكيان الصهيوني الى العلن.
جاء في مقال نشر امس السبت بموقع صحيفة “الوفد” المصرية تحت عنوان “صفقات ملغومة ” لكاتبته سناء السعيد :
” آخر صفقات ترامب في المنطقة وأحدثها فكانت مع المملكة المغربية عندما أصدر إعلانًا في ديسمبر الجاري ضمنه الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه منذ خروج الاحتلال الإسباني منه 1975، ليظل النزاع قائمًا بين المغرب وجبهة البوليساريو التى تطالب بدولة مستقلة فى الصحراء الغربية.
وفى عام 1991 طالب قرار من الأمم المتحدة بتحديد مصير الصحراء الغربية فى استفتاء شعبى.
ويأتى الاعتراف الأمريكى بسيادة المغرب على الإقليم ليدمر التوافق الدولى بشأن هذه القضية، ولهذا اعتبرت الخطوة محفوفة بالمخاطر إذ إن أمرًا كهذا من شأنه أن يشعل الفتنة ويزيد من الاضطرابات فى المنطقة، ولهذا فإن ما تبناه ترامب من صفقات اعتبر تصرفًا غير مسئول، لا سيما وأن صفقاته ترتكز على مبدأ إعطاء كل شيء لطرف واحد ونزع كل شيء من الطرف المقابل وهو أمر لا ينشر السلام وإنما يؤجج النزاعات والصراعات ويشعل الحروب”
وفي موقع “صدى البلد” جاء في مقال نشر نفس اليوم بقلم د جهاد عودة, تحت عنوان ” بزوغ تاريخ لأمريكا جديد: الصحراء الغربية وبايدن”:
“قررت إدارة ترامب فتح واحدة من أطول النزاعات في العالم في طريقها للخروج من الباب الرئاسة الأمريكية، مما قد يكون له عواقب بعيدة المدى على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، في سلسلة تغريدات أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه وقع إعلانًا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية إلى حد كبير يتنازع عليها المغرب وجبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال منذ عام 1975.
وجاء قرار ترامب في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في عام 1991، وجاء اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الإقليم – أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للمغرب – مقابل ما وصفه البيت الأبيض بأنه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب”.
واضاف الكاتب “التهديد الأكثر خطورة هو أن نزاع الصحراء الغربية سيخلق المزيد من الاضطرابات في منطقة مضطربة بالفعل، كان لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991 في 2020 نوفمبر – الذي وعد بإجراء استفتاء على تقرير المصير للصحراء الغربية – أسباب قريبة وطويلة الأجل، كانت الشرارة الأولية رد فعل مغربي عدواني على اعتصام في بلدة الكركرات الحدودية بدأ في 21 أكتوبر / تشرين الأول، بعد أن طردت القوات المغربية المحتجين وأحرقت خيامهم ومعدات أخرى الشهر الماضي، وأعلنت قيادة البوليساريو أنها ستعود إلى الحرب..
تقع منطقة الكركرات في منطقة عازلة بين الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب و “منطقة حرة” مكونة من أرض تسيطر عليها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (SADR)، في عام 2016، نشر المغرب قوات الأمن المسلحة في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار لحماية عمال البناء الذين يكملون طريقًا يمر عبر المدينة إلى موريتانيا (يوفر رابطًا إلى غرب إفريقيا)، كانت هناك اشتباكات حول بناء الطريق في عام 2016، لكن وقف إطلاق النار صمد – ويرجع ذلك جزئيًا إلى رغبة الجزائر في تجنب الصراع المفتوح”.
ليخلص الى القول : ” جاء انهيار وقف إطلاق النار بعد عقود من خيبة الأمل والإحباط التي أصابت الصحراويين بسبب الفشل في تأمين الاستفتاء بشروط يمكنهم قبولها، وأدى هذا التقاعس السياسي إلى زيادة الضغط من أجل العودة إلى الحرب بين بعض الشباب الصحراوي، الذين رأوا أنها طريقهم الوحيد لتقرير المصير، وتأييد أمريكي السيادة المغربية على الصحراء الغربية و، في الوقت الراهن، تدمرت مصداقية الولايات المتحدة كوسيط بشأن هذه المسألة”.