أخبار عامة
بعد فشل “التقسيم”و “الغزو العسكري”و “الاستفتاء التاكيدي”و “الحكم الذاتي”, هل يستطيع الاحتلال المغربي ضم الصحراء الغربية بقرار ترامب؟.
كنا ولا زلنا نستبعد ان تقدم الولايات المتحدة الامريكية على قرار الاعتراف للمغرب بضم اقليم الصحراء
الغربية الذي لم تتم تصفية الاستعمار منه, لما لذلك من تاثير على موقعها كعضو دائم بمجلس الامن الدولي,
يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في حماية القانون الدولي, باعتباره الوسيلة المثلى لاحلال سلام عادل
ودائم بين شعوب ودول العالم.
ولكن الاحتلال المغربي الذي وجد نفسه في وضع صعب, بعد انتهاكه لوقف اطلاق النار بمنطقة الكركرات, وفشله
الذريع في تسويقه على انه حق مشروع, استغل اخر فرصة يتيحها له الرئيس الامريكي المنتهية ولايته, الذي لا
يقدر حق التقدير معنى ان تتصرف بلاده خارج الشرعية الدولية, ليعترف له بشرعية احتلاله للصحراء الغربية,
كما اعترف من قبل للكيان الصهيوني بشرعية توسيع المستوطنات و بالقدس الشريف عاصمة له, وبضم الجولان
السوري…
والواقع ان ما اقدم عليه نظام الاحتلال المغربي يكشف بالملموس, لمن يجهل حقيقة النزاع في الصحراء
الغربية, ان النظام المغربي يعتبرها مجرد غنيمة, فاقتسمها في البداية مع نظام ولد داداه في موريتانيا,
وفق ما يسمى باتفاقية مدريد اللصوصية, وبانسحاب موريتانيا المشرف واعترافها بالجمهورية الصحراوية, حاول
ضم ما استطاع ضمه من الاراضي التي كانت تحتل, في محاولة يائسة للتستر على فضيحة التقسيم, مما اسقطه في
تناقض كبير, فهو بموجب اتفاقية مدريد اللصوصية يحتل اراضي موريتانية, وبموجب القانون الدولي يحتل اراضي
الصحراء الغربية الموجودة على قائمة الامم المتحدة للمناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي.
وبعد استحالة ضم الصحراء الغربية بالقوة او بما كان يسميه بالاستفتاء التاكيدي, او بمفاوضات على اساس ما
يسميه بالحكم الداتي…, يعتقد اليوم ان بامكانه ضمها بقرار من الرئيس الامريكي المنتهية ولايته, هذا
الاخير الذي كان يراهن على حمله على اخراج اعترافه بالكيان الصهيوني من الخفى الى العلن, على شاكلة ما
حدث مع الامارات والبحرين وغيرها, مع وجود الفارق في كون اخراج اعتراف النظام المغربي بالكيان الصهيوني
الى العلن له تاثير خاص باعتبار هذا الاخير يرأس لجنة القدس, القدس الذي يعتبر من منظور ترامب عاصمة
للكيان الصهيوني.
وبالتاكيد لن تكون مغامرة الاحتلال المغربي هذه المرة اقل وبالا عليه من سابقاتها, فقد كشفت لمن لايزال
من ابناء الشعب الصحراوي الاحرار في غفلة من امره, ان غايته الاولى والاخيرة هي ضم الصحراء الغربية التي
لن تكون بالتاكيد اخر محطة في رحلة توسعه على حساب جيرانه, وان يجعل من شعبها الابي خدما وحشما في
بلاطه, يقتاتون من فتات موائده او رهائن في سجنه الكبير, او اسرى في معتقلاته السيئة الذكر, او حطبا
لحروبه بالوكالة او مشردين في بقاع العالم.
الم يقل الحسن الثاني في خطابه لما يسمى بالمسيرة الخضراء 6نوفمبر 1975, اذا وجدتهم اسبانيا فسلموا عليه
و فاقتسموا معه زادكم, واذا وجدتم غيره فان جيشكم له بالمرصاد, وهي اشارة التقطها هذا الاخير, واستعمل
الاسلحة المحرمة دوليا كالفوسفور الابيض والنابالم لابادة ابناء الشعب الصحراوي العزل في ام ادريكة
وغيرها من المداشر الصحراوية في غفلة من العالم.
لقد رفض الاحتلال المغربي استشارة الشعب الصحراوي عبر استفتاء حر ونزيه, لادراكه ان خيار ابنائه سيكون
بالتاكيد هو الاستقلال ولا شيء غير الاستقلال, ولانهم لن يقبلوا ابدا بالخنوع والركون والاستكانة والذل
والهوان تحت نظامه الاستبدادي, فانهم معرضون من جديد لاسوء انواع الابادة والتشريد والقهر والاذلال وهي
ثمن الاستقلال الوطني الباهظ.
وبالتالي فهم مطالبون اكثر من اي وقت مضى بالتشبث بعرى الوحدة الوطنية, والالتفاف حول الجبهة الشعبية
لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب ممثلهم الشرعي الوحيد ورائدة كفاحهم المشروع, لافشال اخر ما في جعبة
نظام توسعي لا يتقن الا اساليب التوسع و الابتزاز والقهر والاذلال.
فالله معهم والشرعية الدولية معهم وكل الشعوب المحبة للعدل والسلام
وما ضاع حق ورائه مطالب. صمود