دولي

“محمد الزواري”.. تونسي حلقت طائراته في سماء فلسطين

سلام المسرى لأرض تونس واصلاً، حين تعانقت روح أحد فرسانها في العلياء مع أرواح شهداء فلسطين، والمسك طيب فوّاح من دمه، يعطّر جهاد شعب فلسطين بريح تخطى الحدود قادماً من ثرى تونس الإخاء.

شهيد تاقت روحه لأرض المسرى، فأرسل لها الأبابيل تحلق فوقها تطيّر التّحايا، ولم يرق له تدنيس الصهاينة لأولى القبلتين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكغيره من العرب الغيورين التحق مبكراً في صفوف القسام.

هو حال الشهيد التونسي القسامي القائد: محمد الزواري 49 عاماً، والذي ارتقى إلى العلا شهيداً بإذن الله، بعد أن اغتالته أيدي الغدر الصهيونية الجبانة في مثل هذا اليوم وبتاريخ 15/12/2016م في مدينة صفاقس بالجمهورية التونسية.

إلى غزة وفي صوف القسام

انضم المهندس الزواري إلى صفوف كتائب القسام عام 2006 في سوريا، وأشرف على تصنيع 30 طائرة بدون طيار برفقة رجال القسام قبل حرب 2008.

اكتسب خبرته العملية من ضابط في الجيش العراقي لينقل التجربة بعدها لكتائب القسام، ليساهم في معركة الإعداد والتطوير بشكل نوعي ومؤثر وعميق.

قاد الزواري فريق من القسام في زيارة استكشافية لإيران والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار وأبدى استعداداه لتدريب الفريق وتفاجئ الإيرانيون من خبرة الفريق وانه قادر على تصنيع الطائرة واطلاقها يدويا.

وفي الفترة الواقعة ما بين 2012 إلى 2013، زار المهندس غزة أكثر من 3 مرات، ومكث قرابة 9 أشهر فيها واستكمل بناء وتطوير مشروع الطائرات.

من هو الزواري؟

بدء المهندس من مسيرته التعليمية مروراً بمطاردته لسنوات من نظام بن علي البائد، وتنقله بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثلة في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ثم استشهاده.

كان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علمية خاصة خلال فتراته الدراسية.

ولد القسامي الزواري بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية “بالي”، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فكان بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.

وخلال دراسة الشهيد الجامعية، أشرف على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.

وفي السنة الرابعة من الدراسة الجامعية تعرض للغطرسة والتضييق من الأجهزة الأمنية التابعة لنظام بن علي البائد، فاعتقل عديد المرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة.

مطاردة القائد

تعرض القائد القسامي للمطاردة من قبل أجهزة بن علي الأمنية، فاضطر في البداية إلى الاختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة “برج” رفقة 40 من إخوانه المطاردين على ذات التهمة.

تمكن بعدها وبمساعدة أحد رفاقه من الانتقال إلى ليبيا عام 1991م، حيث قضى بها 6 أشهر قبل أن يتنقل إلى سوريا، حيث قضى بها كذلك 6 أشهر وتزوج من زوجته السورية.

بعد ذلك طلب اللجوء السياسي لدى جمهورية السودان، حيث أقام بها حوالي 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث مكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم بها، حيث عمل مع شركة في الصيانة.

عاد المطارد إلى أرضه، بعد سنوات حيث أقام بها لفترة قاربت الـ 3 أشهر قبل أن يعود مجدداً إلى سوريا ليواصل عمله مع شركته.

جاء قرار شهيدنا العودة إلى بلاده ليستقر فيها برفقة زوجته، ليواصل بحوثه على أرض وطنه، حيث قدم مشروع تخرجه في الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثل في اختراعه لطائرة بدون طيار.

مشروع الدكتواره

عمل المهندس الطيار كأستاذ جامعي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.

ظل الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا والتي انتقلت إلى لبنان فيما بعد.

كانت آخر تنقلات الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء بطلابه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.

اغتيل القائد القسامي التونسي يوم الخميس 15 ديسمبر 2016 م، عند الساعة الثانية بعد الظهر أمام منزله الكائن بطريق منزل شاكر، وسط مدينة صفاقس، وقد كان يجهز في تلك الفترة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثل في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد.

حاول العدو الصهيوني خائباً باغتيالك أيها القائد أن يوقف مشروع التطور الكبير في قدرات كتائب القسام في مجال الطائرات المسيّرة، ولكن الذي جهله قاتلوك أنك لم تكن وحدك في هذا المجال، وقد أسست بنيانا قد اكتمل بناؤه بسواعد مشيديه، فنم قرير العين.

المصدر : موقع كتائب القسام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EnglishSaudi Arabia
إغلاق