جاء ترحيب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء بما أسمته ب “تمسك المغرب بوقف اطلاق النار”, ليكشف مخططا فرنسيا لإنقاذ نظام الاحتلال المغربي من تداعيات الأزمة المتعددة الأبعاد, الناتجة عن غلق المتظاهرين الصحراويين لثغرة الكركرات غير الشرعية.
فبعد فشلها الذريع في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة القلم, بالضغط على البوليساريو لحمل المتظاهرين الصحراويين السلميين على فتح ثغرة الكركرات غير الشرعية, حيث تجاهل القرار 2548 ما يجري هناك جملة وتفصيلا.
سارعت فرنسا الى وضع مخطط جديد, يبدأ باعطاء الضوء الاخضر للجيش المغربي الغازي لفتح الطريق باستعمال القوة, ليتم بعد ذلك استدعاء مجلس الامن في جلسة طارئة لمناقشة الوضع بالكركرات, تسفر عن مطالبة الجيش المغربي الغازي بالانسحاب فورا من المنطقة العازلة, على ان تتم ادانة كل من حاول من جديد غلق الثغرة غير الشرعية, وينتهي المخطط بفرض احترام اتفاق وقف اطلاق النار, والعودة من جديد الى مسلسل المفاوضات.
لقد حاولت فرنسا اخفاء تنسيقها المسبق مع الاحتلال المغربي, ومتابعتها لتنفيذ مخططها على الارض, وتظاهرت ب “الحياد” في اول تصريح مقتضب لوزير خارجيتها بعد صمت مريب, يدعو فيه بعد انتهاء الهجوم الجبان على المتظاهرين السلميين المرابطين بثغرة الكركرات غير الشرعية, الى ” فعل اي شيء لتجنب التصعيد”.
وكانت زيارته المفاجئة الى المغرب, يوم 09 نوفمبر 2020 قبل ثلاثة ايام فقط من خرق الجيش المغربي الغازي لوقف اطلاق النار, قد اثارت في حينها شكوكا لدى الملاحظين, في مفاجئتها ولكن ايضا في توقيتها.
و اكد الحزب الشيوعي الفرنسي في بيان صدر بعدها بيومين اي في 11 نوفمبر 2020 ان فرنسا التي ” أعاقت بعثات السلام الأممية, وشجعت حلفاءها على فتح قنصليات في العيون, وعرقلت قرارات محكمة العدل الأوروبية بشأن التعريفات الجمركية التفضيلية, تستعد لانتهاك وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ سبتمبر 1991″, هدفها المعلن هو ” دعم وتعزيز النزعة التوسعية المغربية”.
مؤامرة فرنسا المفضوحة اذن ستتكسر تماما كسابقاتها على صخرة صمود الشعب الصحراوي المقاوم, بقيادة ممثله الشرعي الوحيد جبهة البوليساريو, التي اعلن امينها العام ابراهيم غالي اليوم الثلاثاء “أن الشعب الصحراوي في حرب وسيواصل الكفاح حتى يوم النصر”, وأن “مقاومة الشعب الصحراوي ستكون باللغة التي يفهمها المستعمر المغربي”.