وقائع تاريخية كثيرة عرت المغرب، وحولته من عدو لا يعرف عنه إلا القليل إلى عدو مكشوف يعرف عنه كل
شيء…
إنه المغرب الذي قال عنه جدي، وجدك: “ولدك لكافى….لا تعدو” !!
وهو نفسه المغرب، الذي أستخدم ضدنا ما يكفي من: القوة ،والشدة، والقسوة،ومن الوقت، دون فائدة، فحاول
التعايش مع هذا الفشل بشتى الطرق المتاحة !!
اليوم. هناك مجال واحد للرؤية يحدد المغرب كطرف بدأ يخسر الصراع، بعد أن أصبح لتواجده عبء ثقيل، وهذه
بعض الحقائق التي يمكننا الإستشهاد بها على تلك الخسارة:
1- خسر المغرب رهانات كثيرة للتنمية بسبب أن القسط الأعظم من ثروته الوطنية، يذهب كمصاريف لتغطية تواجده
العسكري والأمني في الصحراء الغربية.
2- دول غربية ألزمت النظام المغربي التوقيع على صفقات شراء الأسلحة بحجة تحديث الجيش، وبناء القواعد
العسكرية، مما ارغمه على الإستدانة من البنك الدولي.
3- الأعباء المادية الثقيلة لرسم خطط السيطرة الأمنية التي يتولاها جهاز الأمن العسكري، بما في ذلك،
الإشراف المباشر على تجمعات المستوطنين المغاربة، الذين تم جلبهم من داخل المغرب كنوع من الإحتياط
العسكري، ويحصل هؤلاء على مؤنهم ومستحقاتهم المعيشية من هذا الجهاز مباشرة.
4- المفارقة الساخرة الوحيدة، التي ليس لها طابع عسكري، هي اعتماد المغرب، بشكل كلي، على بعض العائلات
ممن لهم استعداد، شبه وراثي، للتعامل مع كافة القوى الأجنبية التي إحتلت الأرض في السابق، مقابل إحراز
مكاسب مادية مستدامة، أي ما يعرف بسياسة الريع.
تسبب هذا الوضع، الذي طال العمل به، في إحداث فجوات معيشية واسعة يتم التعبيرعنها في شوارع المدن
المحتلة، بشكل يومي، حيث تركزت الثروة في يد عائلات قليلة، وتحولت الأكثرية إلى مهنة التسول، التي هي من
الطبائع الدخيلة على شعبنا.
5- عجز المغرب عن تقويض إصرار المقاومة السلمية على مواصلة أساليب العمل النضالي والحقوقي، وبالتالي
تغيير المشهد السياسي السائد، والذي طبعه طابع نضالي، تم التعبير عنه خلال زيارات المبعوثين الأمميين،
ومن هنا تولدت لدى المغرب رغبة في تغير هذا المشهد، و إيجاد آخر موازي له، يخدم وجهة النظر
المغربية.
وبين هذا، وذاك، يوجد هذا المسخ، الذي لا يتفق الصحراويين على وطنيته: “صحراويون من أجل
المال”، نموذج
“الصحراوي” الوظيفي، الذي له شكل وهوية “الصحراوي الأصيل”، وجوهر المرتزق
المخادع اللاهث وراء مصالحه.
تركيز العدو، مؤخرا، على هذا الصنف من أرذال بني البشر، ينفع القضية، أكثر مما يضر بها.